نُصبت نفسي للدفاع عن كل قصة مغلوطة عن ديننا والتي تُنشر فى مواقع التواصل الاجتماعي ( Facebook ) وللأسف هذه القصص تُنشر من غير مراجعة أو حتى تُلفت نظر ناقلها أن فيها شيئاً من الخطأ أو عدم الصحة .
ومن هذه القصص المنتشرة على الشبكة العنكبوتية … روايات تنشر عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه منها وأد لابنته .
وهذه القصة أول ما نبدأ بها فى مقالات للدفاع عن ثاني الخلفاء الراشدين وثانى العشرة المبشرين بالجنة .
وسؤالنا الأن : هل وأد عمر بن الخطاب ابنته في الجاهلية ؟! لقد انتشر على ألسنة الكثير من الخطباء والوعَّاظ أنّ الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قد وأد ابنته في الجاهلية، وهذه القصة منتشرة بين الناس بل ونسمعها على المنابر وفى المحاضرات
ولخص القصة المكذوبة : “أنه رضي الله عنه كان جالساً مع بعض أصحابه، إذ ضحك قليلاً، ثم بكى، فسأله مَن حضر، فقال: كنا في الجاهلية نصنع صنماً من العجوة، فنعبده، ثم نأكله، وهذا سبب ضحكي، أما بكائي، فلأنه كانت لي ابنة، فأردت وأدها، فأخذتها معي، وحفرت لها حفرة، فصارت تنفض عن لحيتي، فدفنتها حية”.
والعجيب أنّك تجد المرء من العوام لا يفقه من الإسلام شيئا ولا يحفظ من شرائعه أمرًا إلاّ قصة وأد عمر لابنته!! والحقيقة المذهلة التي يتحمّل مسؤوليتها الخطباء والوعاظ أنّ هذه القصة باطلة وموضوعة وملفقة على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والعجيب أنّه لا ذكر لها في كتب السنة والحديث أو كتب الآثار والتاريخ، ولا يعرف من مصادرها إلا ما كتبه الرافضة من غير دليل ولا حجة.
والأصل أنه لا يُثْبَت مثل ذلك إلاّ بإسناد ثابت ، وليس لدينا إسناد ثابت بأن عمر رضي الله عنه فعل ذلك فعلاً.
ونسرد هنا الحجج والدلائل لكذب هذه الرواية :
١- أنّه من المعلوم أن أول امرأة تزوجها عمر – رضي الله عنه – هي زينب بنت مظعون رضى الله عنها أخت عثمان فولدت له حفصة وعبد الله وعبد الرحمن الأكبر كما جاء في البداية والنهاية لابن كثير: قال الواقدي وابن الكلبي وغيرهما تزوج عمر في الجاهلية زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون فولدت له عبد الله وعبد الرحمن الأكبر وحفصة رضي الله عنهم.
وكان ميلاد حفصة قبل البعثة بخمس سنين كما جاء في المستدرك وغيره عن عمر رضي الله عنه قال: ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، ولهذا فهي أكبر بنات عمر .
فلماذا لم يقم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بوأد ابنته حفصة رضي الله عنها وهي إبنته الكبري والتي تكنى بها أبا حفص؟، ولماذا يئد من هي أصغر منها؟ ولماذا انقطعت أخبار من وئدت فلم يذكرها أحد من أقاربها ولم نجد لها ذكرا في أبنائه؟ فقد سموا لنا جميعا وسمي لنا من تزوجهن عمر في الجاهلية والإسلام، ولم نقف فيما اطلعنا عليه من المراجع على شيء يوثق به في هذا الأمر.
(انظر ترجمة أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها في “الإصابة” للحافظ ابن حجر ٧/ ٥٨٢
٢- لم يعرف في بني عدي الذين ينتسب إليهم الفاروق وأد البنات بدليل أن أخته فاطمة بقيت حية حتى تزوجت سعيد بن زيد ابن عم عمر بن الخطاب وهى من كانت سببا فى اسلامه .
٣- بعد بحث في كتب الأحاديث و التخريج لم اجد له اثر إلا في كتب الرافضة وعدم ورودها في كتب السنة والحديث أو كتب الآثار والتاريخ دليل قاطع على بطلانها.
وأخيراً فإن مسألة الطعن في الصحابة عن طريق القصص التي ظاهرها ” البراءة ” كثيرة جدًا؛ لذا ينبغي على المرء أن يتثبت وأن يعرف من أين يأخذ العلم.
وهذه القصة من اختلاق الروافض، والمتهم باختلاقها هو الرافضي الخبيث نعمة الله الجزائري صاحب الأنوار النعمانية، وللتغطية يستعمل مصطلح “روي عنه”.
حاذروا اخواننا من احاديث الشيعة كانوا قبلا يهاجمون ويسبون الصحابة ولكن الآن يروون القصص ظاهرها حسن ولكن باطنها خبيث .
كانوا قبلا يكتبون على عليه السلام … الأن ينشرون ما تقولوه عن على بن أبى طالب رضى الله عنه بدون السلام حتى ننشرها نحن وأغلبنا ليس له خلفية دينية صحيحة . احذروا يا أمة الاسلام